يشكل الماضي دائما حضوره رغم الصور العصرية المختلفة التي تتمثل في العديد من الأنماط الحياتية والتي من بينها انتشار المجمعات والمراكز التجارية الكبيرة إلا أن الأسواق الشعبية القديمة في سلطنة عمان ما زالت تحتفظ بجاذبية كبيرة لكثير من الناس الذين يجدون في أرجائها نكهة القديم والبساطة والعفوية في عمليات البيع والشراء. كما تتميز الأسواق الشعبية العمانية بالتنوع والتناغم بين الأسواق القديمة المليئة بالمشغولات اليدوية كصناعة الفضة والذهب وصناعة النسيج والقطع الفنية النادرة الأخري من الصناعات العمانية كالخناجر والأسلحة اليدوية القديمة وغيرها.
ومن أبرز هذه الأسواق سوق الظلام بمطرح، وترجع تسميته بسبب كثرة الأزقة والسكك التي تصطف عليها المتاجر التي يتميز بها السوق حيث تحتجب عن هذه الأزقة أشعة الشمس خلال النهار وتتضاعف العتمة في الأيام الغائمة بحيث يحتاج حينها السائر هناك الي ضوء مصباح لكي يحدد خطواته.
ويطلق بالتحديد تسمية سوق الظلام علي الجزء الذي يمتد من مسجد اللواتيا الي خور بيمبه وفيه بالفعل دكاكين مكتظة بحيث لا تترك المساحة الضيقة للأزقة والسكك بداخله فرصة لدخول ضوء الشمس.
وهناك تسمية أخري لهذا السوق بشقيه الغربي والشرقي التي تفصل بينهما فتحة خور بيميه، وهي السوق الصغير والسوق الكبير وسوق الظلام هو السوق الصغير أما السوق الكبير فهو سوق الجملة، وقد كان بناء السوق في السابق من الطين وسعف النخيل وهي المواد التي كانت تلائم ارتفاع درجات الحرارة وظروف البيئة الصعبة في ذلك الوقت.
وقد كانت هذه السوق في السابق تمد أهل عمان بما يحتاجونه في حدود ومتطلبات المجتمع العماني في مرحلة الستينات التي لم تكن فيها متطلبات الحياة معقدة مثل ما هي عليه الان. وقد كانت معظم البضائع التي ترد الي هذه السوق تستورد من الخارج بالإضافة الي بعض السلع التي كانت تأتي من الداخل مثل النسيج والخضراوات والفواكه ومنتجات النخيل.
ويزداد نشاط سوق الظلام في موسم الأعياد حيث يفد إليه المواطنون من مختلف مناطق السلطنة للتبضع للعيد خاصة فيما يتعلق بالملابس والحلي.
إن سوق الظلام في مطرح يعد سجلا شعبيا اجتماعيا واقتصاديا مهما يعكس المعالم العمانية في مختلف وجوه الحياة سواء تلك الماضية المتميزة بالعفوية والبساطة أو الحياة الحاضرة المتمسكة بأهداب الماضي الأصيل.
سوق الجمعة بالوادي الكبير
يعتبرمن الأسواق التي تتميز بطابعها الشعبي الفلكلوري فهو عبارة عن التقاء أسبوعي يتم فيه البيع والشراء بعيدا عن الضوابط الإدارية الصارمة.
إذ تتيح عفوية العرض في هذه السوق وسهولة عمليات البيع والشراء للمواطنين والمقيمين بمنطقة مسقط وخارجها الحصول علي احتياجاتهم من السلع والمنتجات المستعملة والتي تعرض بأسعار بسيطة.
وباعتبار سوق الجمعة التقاء شعبياً أسبوعياً يعكس الملامح العمانية يقوم أصحاب الحرف البسيطة بعرض ما لديهم من المنتجات الصناعية العمانية في هذه السوق.
يبدأ سوق الجمعة بالوادي الكبير بفتح أبوابه في السابعة من صباح الجمعة من كل أسبوع وحتي التاسعة مساء حيث تزدحم أرضية السوق تحت المظلات الخشبية التي قامت بلدية مسقط بتنفيذها منذ الصباح الباكر بالبضائع التي تفترش الأرض والمتسوقين الذين يملأون الممرات والفسح بين المعروضات والسلع.
حيث تتزاحم هناك المعروضات من ملابس وأشرطة فيديو مستعملة وأحذية وأدوات كهربائية وإلكترونية جديدها وقديمها جنبا الي جنب.
كما تفيض هذه المعروضات متوزعة بين الممر الواصل ما بين مظلات السوق وعلي جوانب الطريق الإسفلتي المؤدي إلي سوق الجمعهة يستظل أصحابها من شمس الصيف الحارة بمظلات قماشية فردوها فوقهم تختلط في هذا الزحام أصوات المجادلة بين البائعين والمشترين.
سوق نزوي التقليدي
يبرز سوق نزوي للزائر عند دخوله للمدينة علي جهة اليسار محاطا بجدار قوي وبأبواب خشبية عالية مفتوحا علي الساحات والمحلات المقابلة له، والسوق مبني بناء تقليديا حيث يحتوي علي عدد من الأقواس والأزقة التقليدية والنوافذ المزينة بالخشب ويشكل في مجمله مزيجا بين القديم والحديث.
سوق الرستاق القديم
هو أحد أهم الأسواق الشعبية في السلطنة، حيث يعتبر هذا السوق المركز التجاري لمنطقة الباطنة، وذلك نتيجة لما يشهده من حركة تجارية مميزة منذ الصباح الباكر.
ويعرض في هذا السوق اغلبية السلع منها الصناعات والحرف التقليدية مثل صناعة الفضيات والحدادة والسعفيات والأدوية الشعبية ومختلف المحاصيل الزراعية، كما يميز هذا السوق بوجود عرصة (مكان خاص لبيع المواشي) معروفة لبيع مختلف المواشي وخاصة المواشي العمانية التي يقصدها المواطنون من مختلف ولايات منطقة الباطنة.